في
الجمعة 19 شوال 1443 / 20 مايو 2022

جديد الخطب المكتوبة والرسائل
جديد الكتب
جديد الفتاوى
جديد الصوتيات

12-30-1439 04:11 PM

فِي تَحْرِيمِ الْخَمْرِ وَالْـمُخَدِّرَاتِ وَالدُّخَانِ
وَعُقُوبَةِ فَاعِلِ ذَلِكَ



الْحَمْدُ لله الَّذِي أَحَلَّ لَنَا الطَّيِّبَاتِ، وَحَرَّمَ عَلَيْنَا الْخَبَائِثَ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ، وَأَشْهُدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، نَهَى أُمَّتَهُ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ، وَمُفَتِّرٍ، صَلَّى الله وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ. أَمَّا بَعْدُ:
أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى، وَاشْكُرُوهُ أَنْ أَغْنَاكُمْ بِحَلَالِهِ عَنْ حَرَامِهِ، وَأَبَاحَ لَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ الَّتِي فِيهَا مِنَ الْآثَارِ الْحَمِيدَةِ عَلَى صِحَّةِ أَبْدَانِكُمْ، وَقُلُوبِكُمْ، وَسُلُوكِكُمْ فِي أُمُورِ الدِّينِ، وَالدُّنْيَا، لِأَنَّهَا تُغَذِّي تَغْذِيَةً طَيِّبَةً، وَحَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْخَبَائِثَ، لِمَا فِيهَا مِنَ الضَّرَرِ، وَالْأَثَرِ الْخَبِيثِ عَلَى الْأَبْدَانِ، وَالسُّلُوكِ.
عِبَادَ اللهِ: إِنَّ الْـمُخَدِّرَاتِ، وَسَائِرَ الْـمُسْكِرَاتِ، مِنْ أَكْبَرِ الْجَرَائِمِ الْـمُؤَدِّيَةِ بِحَدِّ ذَاتِهَا إِلَى جَرَائِمَ خَطِيرَةٍ، فَهِيَ: أُمُّ الْخَبَائِثِ، وَمُوَرِّثَةُ الْـمَفَاسِدِ، وَمَا وُجِدَتْ فِي مُجْتَمَعٍ وَانْتَشَرَتْ بَيْنَ أَفْرَادِهِ، إِلَّا رَمَتْهُمْ فِي جَحِيمِ الشَّهَوَاتِ الْعَارِمَةِ. ومَضَارِّ اللَّذَّاتِ الْهَمَجِيَّةِ، وَالْأَمْرَاضِ الْخَطِيرَةِ، إِضَافَةً إِلَى فَسَادِ الْأَخْلَاقِ، وَانْتِشَارِ الْفَوْضَى، وَكَثْرَةِ الْجَرَائِمِ الْـمُتَعَدِّدَةِ، إِنَّهَا، الْـمَوْتُ، وَالْفَنَاءُ، وَالْقَضَاءُ عَلَى الدِّينِ، وَالدُّنْيَا مُعَبَّأً فِي أَقْرَاصٍ وَحُقَنٍ.
عِبَادَ الله: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ بِحِفْظِ الْعَقْلِ أَنْ يَخْتَلَّ بِشُرْبِ شَرَابٍ، يُخْرِجُهُ عَنْ فِطْرَتِهِ، الَّتِي فَطَرَ الله النَّاسَ عَلَيْهَا، لِئَلَّا يُسْلَبَ الْعَقْلُ، وَيَتَحَوَّلَ إِلَى حَيَوَانٍ فَاقِدِ الْفِطْرَةِ، لَا يَمُرُّ بَيْنَ الْحَقِّ مِنَ الْبَاطِلِ، وَلَا بَيْنَ الضَّارِّ مِنَ النَّافِعِ، بَلْ يَسْتَحْسِنُ الْجَرِيمَةَ وَالْفُحْشَ، فَلَا يَتَعَاطَى الْخَمْرَ وَالْـمُخَدِّرَاتِ إِلِّا السِّفْلَةُ مِنَ النَّاسِ، كَمَا أَنَّ الْعَاقِلَ إِذَا سَبَرَ أَحْوَالَ مُتَعَاطِيهَا وَطَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِ وَجَدَهُ مَمْسُوخَ الْخِلْقَةِ، بَعْدَ أَنْ كَانَ قَوِيًّا، كَثِيبَ اللَّوْنِ، بَعْدَ أَنْ كَانَ نَقِيًّا، خَامِلًا بَعْدَ أَنْ كَانَ نَشِيطًا، تَافِهَ الْعَقْلِ، غَارِقًا فِي الْأَوْهَامِ، مَائِلًا إِلَى مُجَالَسَةِ الْأَسَافِلِ وَالْأَرْذَالِ، جَامِعًا لِأَوْبَاشِهِمْ فِي بَيْتِهِ، مُضَحِّيًا بِكَرَامَتِهِ، فِي سَبِيلِ الْحُصُولِ عَلَى مَطْلُوبِهِ، مُدْمِنًا الْفِكْرَ فِي الشَّهَوَاتِ، يَظُنُّ فِي نَفْسِهِ مِنَ الْـمَكَارِمِ مَا هُوَ بَعِيدٌ عَنْهَا، سَاقِطَ الْـمُرُوءَةِ بِالْإِغْرَاقِ فِي الْهَذْرِ، وَسَاقِطِ الْكَلَامِ، مُولَعًا بِالْهَزْلِ الدَّنِيءِ، ضَعِيفَ الذَّاكِرَةِ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ السَّوْءَاتِ، وَالْعُيُوبِ، وَلِذَا قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْـمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿90﴾ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْـمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ الله وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ [الْـمَائِدَةِ: 90، 91] فَدِلَالَةُ التَّحْرِيمِ، أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى: قَرَنَ الْخَمْرَ، وَالْـمَيْسِرَ بِعِبَادَةِ الْأَصْنَامِ، وَهِيَ: (الْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ).
الثَّانِي: قَوْلُهُ تَعَالَى: «إِنَّهَا رِجْسٌ» وَالرِّجْسُ النَّجَسُ، وَكُلُّ نَجَسٍ حَرَامٌ، فَالْخَمْرُ نَجَسٌ، وَكَذَا كُلُّ مُسْكِرٍ مِنَ الْكَالُونِيَا، وَالْحَشِيشِ، وَكَذَا الْـمُخَدِّرَاتُ، إِذَا أَصَابَ الثَّوْبَ شَيْءٌ مِنْهَا وَجَبَ غَسْلُهُ. وَأَكْثَرُ مَا يُبْتَلَى بَعْضُ النَّاسِ بِالْكَالُونِيَا الْـمُسْكِرِ يَتَطَيَّبُ بِهِ وَهُوَ نَجَسٌ.
الثَّالِثُ: قَوْلُهُ: ﴿مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ﴾ [الْـمَائِدَةِ: 90] وَكُلُّ مَا هُوَ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ حَرَامٌ، لِمُعَارَضَتِهِ لِأَصْلِ الْإِيمَانِ، وَالتَّوْحِيدِ، وَالْعُبُودِيَّةِ.
الرَّابِعُ: قَوْلُهُ ﴿فَاجْتَنِبُوهُ﴾ [الْـمَائِدَةِ: 90] وَالْأَمْرُ لِلْوُجُوبِ، وَمَا أَوْجَبَ الله اجْتِنَابَهُ فَهُوَ حَرَامٌ. قَالَ تَعَالَى: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾ [الْحَجِّ: 30].
الْخَامِسُ: قَوْلُهُ: ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الْـمَائِدَةِ: 90] وَمَا عُلِّقَ رَجَاءُ الْفَلَاحِ بِاجْتِنَابِهِ، فَإِتْيَانُهُ حَرَامٌ، لِأَنَّهُ سَبَبٌ لِلْخُسْرَانِ، وَالله لَا يَدْعُو عِبَادَهُ إِلَى الْخُسْرَانِ.
السَّادِسُ: قَوْلُهُ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْـمَيْسِرِ﴾ [الْـمَائِدَةِ: 91] وَكُلُّ مَا هُوَ سَبَبٌ لِوُقُوعِ الْعَدَاوَةِ، وَالْبَغْضَاءِ بَيْنَ الْـمُسْلِمِينَ، فَهُوَ حَرَامٌ.
السَّابِعُ: قَوْلُهُ: ﴿وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ الله وَعَنِ الصَّلَاةِ﴾ [الْـمَائِدَةِ: 91] وَمَا يَصُدُّ بِهِ الشَّيْطَانُ عَنْ ذِكْرِ الله، وَعَنِ الصَّلَاةِ الَّتِي هِيَ عِمَادُ الدِّينِ، فَهُوَ حَرَامٌ.
الثَّامِنُ: قَوْلُهُ: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ [الْـمَائِدَةِ: 91] مَعْنَاهُ انْتَهُوا وَمَا أَمَرَ الله بِالِانْتِهَاءِ عَنْهُ فَهُوَ حَرَامٌ. وَمِنَ السُّنَّةِ، مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي مُوسَى -رَضِيَ الله عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: « كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَمَا رَوَى مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم « كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا فَمَاتَ وَهُوَ يُدْمِنُهَا، وَلَمْ يَتُبْ، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ »، وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: « مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ »، وَخَرَّجَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- « نَهَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنْ قَلِيلِ مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ » وَكَذَا الْحَشِيشُ وَالْأَفْيُونُ وَالدُّخَانُ لِمَا رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَأَحْمَدُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ -رَضِيَ الله عَنْهَا- أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم « نَهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ »، وَقَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ الْـمُفَتِّرُ الَّذِي إِذَا شُرِبَ أَحْمَىَ الْجَسَدَ، وَصَارَ فِيهِ فُتُورٌ، وَضَعْفٌ، وَانْكِسَارٌ، وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ الْـمُفَتِّرُ: كُلُّ شَرَابٍ يُورِثُ الْفُتُورَ، وَالرَّخَاوَةَ فِي الْأَعْضَاءِ، وَالْخَدَرَ فِي الْأَطْرَافِ، أَمَّا الْـمُسْكِرَةُ: فَهُوَ مَا فِيهِ شِدَّةٌ مُطْرِبَةٌ. وَنَقَلَ الْعِرَاقِيُّ، وَابْنُ تَيْمِيَّةَ، الْإِجْمَاعَ عَلَى تَحْرِيمِ الْحَشِيشِ، وَأَنَّ مَنِ اسْتَحَلَّهُ فَقَدْ كَفَرَ، يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ مُرْتَدًّا، لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَلَا يُدْفَنُ فِي مَقَابِرِ الْـمُسْلِمِينَ، وَلِذَا اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى حُرْمَةِ تَنَاوُلِ الْقَدْرِ الْـمُؤَثِّرِ عَلَى الْعَقْلِ، مِنَ الْـمَوَادِّ، وَالْعَقَاقِيرِ الْـمُخَدِّرَةِ، فَيَحْرُمُ تَعَاطِيهَا بِأَيِّ وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ، سَوَاءٌ كَانَ بِطَرِيقَةِ الْأَكْلِ، أَوِ الشَّرَابِ، أَوِ التَّدْخِينِ، أَوِ السُّعُوطِ، أَوِ الْحَقْنِ بَعْدَ إِذَابَتِهَا، أَوْ بِأَيِّ طَرِيقٍ كَانَ، وَاعْتَبَرَ الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ كَبِيرَةً مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ، يَسْتَحِقُّ مُرْتَكِبُهَا الْـمُعَاقَبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَالْآخِرَةِ. وَقَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ: « إِنَّ الْخَمْرَ يَدْخُلُ فِيهَا كُلُّ مُسْكِرٍ، مَائِعًا كَانَ، أَوْ جَامِدًا، عَصِيرًا، أَوْ مَطْبُوخًا ».
عِبَادَ الله: إِنَّ الْإِعَانَةَ عَلَى تَعَاطِي، وَفِعْلِ الْخَمْرِ، وَالْـمُخَدِّرَاتِ، وَالدُّخَانِ، وَالْقَاتِ، حَرَامٌ. لَا يَجُوزُ، لِأَنَّ الْوَسِيلَةَ إِلَى فِعْلِ الْـمَعْصِيَةِ، تَكُونُ مَعْصِيَةً، وَلِلْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِي تَحْرِيمِ ذَلِكَ، وَالْإِعَانَةُ تَشْمَلُ زَارِعِي هَذِهِ الْـمَوَادِّ الْـمُخَدِّرَةِ، وَالْـمُتَّجِرِينَ فِيهَا، وَالْـمُسْتَوْرِدِينَ لَهَا، وَالْوُسَطَاءَ فِيهَا، وَالْحَامِلِينَ لَهَا، لِتَوْصِيلِهَا إِلَى الشَّارِبِينَ، وَصَانِعِي مُشْتَقَّاتِهَا الَّتِي يُقْصَدُ بِهَا الِاسْتِعْمَالُ، كَمَا أَنَّ الثَّمَنَ النَّاتِجَ عَنْ ذَلِكَ، حَرَامٌ، وَالصَّدَقَةُ بِهِ لَا تَجُوزُ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ، مَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ، وَالْـمَيْتَةِ، وَالْخِنْزِيرِ، وَالْأَصْنَامِ »، وَلِحَدِيثِ أَنَسٍ « لَعَنَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي الْخَمْرِ عَشَرَةً، عَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَشَارِبَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْـمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ، وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا، وَآكِلَ ثَمَنِهَا، وَالْـمُشْتَرِيَ لَهَا، وَالْـمُشْتَرَاةَ لَهُ »، [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ] وَيُسْتَفَادُ مِنْ هَذِهِ النُّصُوصِ، أَنَّهُ يَحْرُمُ عَلَى الْـمُسْلِمِ مُجَالَسَةُ مُرْتَكِبِي الْـمَعَاصِي أَيًّا كَانَ نَوْعُهَا، لِأَنَّ فِي مُجَالَسَتِهِمْ إِهْدَارًا لِحُرُمَاتِ الله، وَإِعْرَاضًا عَنْ شَرْعِهِ، وَلِأَنَّ مَنْ يَجْلِسُ مَعَ الْعُصَاةِ، يَتَخَلَّقُ بِأَخْلَاقِهِمْ، وَيَجْرِي عَلَى لِسَانِهِ مَا يَتَنَاقَلُونَهُ مِنْ سَاقِطَةِ الْقَوْلِ، وَقَبِيحِ الْعِبَارَاتِ، وَيَعْتَادُ مَا يَفْعَلُونَ مِنْ مَآثِمَ، كَشَرَابِ الْـمُسْكِرَاتِ، وَالْـمُخَدِّرَاتِ، وَالدُّخَانِ، وَالْقَاتِ، وَيُشَارِكُهُمْ فِي عَمَلِ الْـمُنْكَرَاتِ، وَمِنْ هُنَا كَانَ عَلَى الْـمُوَفَّقِ أَنْ يَنْأَى عَنْ مَجَالِسِ الشُّرْبِ الْـمُحَرَّمِ، مِنَ الْخَمْرِ وَالدُّخَانِ، وَالْـمُخَدِّرَاتِ، وَعَنْ مَجَالِسِ آلَاتِ اللَّهْوِ، وَالطَّرَبِ مِنَ الْغِنَاءِ، وَالْـمَزَامِيرِ مِنْ دِشٍّ، وَنَحْوِهِ، فَإِنَّهَا مَجَالِسُ الْفِسْقِ، وَالْفَسَادِ، وَإِضَاعَةِ الصِّحَّةِ وَالْـمَالِ. ﴿وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾ [الزُّخْرُفِ: 36] بَلْ عَلَى الْـمُسْلِمِ أَنْ يُخْبِرَ، وَيُنْكِرَ عَلَى مُهَرِّبِي الْـمُخَدِّرَاتِ، وَمُرَوِّجِيهَا، وَمَجَالِسُ الْفِسْقِ، وَمَجَالِسِ الْغِنَاءِ، وَالْـمَزَامِيرِ، لِأَنَّهُ مِنَ التَّعَاوُنِ عَلَى الْبِرِّ، وَالتَّقْوَى، وَلِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا، فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ». [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].
أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا عِلْمًا نَافِعًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاءِ. بَارَكَ الله لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْـمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ لله الَّذِي خَلَقَ الْإِنْسَانَ. وَعَلَّمَهُ الْبَيَانَ، وَزَيَّنَهُ بِالْعَقْلِ، وَشَرَّفَهُ، وَكَرَّمَهُ بِالْإِيمَانِ، وَمَيَّزَهُ بِالْعَقْلِ، وَاللِّسَانِ عَنْ سَائِرِ الْحَيَوَانِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ، وَأَشْكُرُهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، أَمَرَنَا بِالْخَيْرِ، وَالْإِحْسَانِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ، وَرَسُولُهُ، الْقَائِلُ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ، وَلَا قَمَّارٌ، وَلَا مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَلَا مَنَّانٌ. صَلَّى الله وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي الْعِرْفَانِ، مَا تَعَاقَبَ الْجَدِيدَانِ، وَتَتَابَعَ النَّيِّرَانِ. أَمَّا بَعْدُ:
عِبَادَ الله: مَنْ تَعَمَّدَ شُرْبَ الْقَلِيلِ مِنَ الْخَمْرِ، وَكَذَا الْـمُخَدِّرَاتُ بِأَنْوَاعِهَا، وَكَذَا الدُّخَانُ، وَالْقَاتُ، فَقَدِ ارْتَكَبَ كَبِيرَةً مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ، بَلْ ذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ، لِمَا رُوِيَ عَنِ الْحَاكِمِ فِي مُسْتَدْرَكِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: « اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ » وَرَوَى الْحَاكِمُ أَيْضًا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، وَعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا-، وَنَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. جَلَسُوا بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. فَذَكَرُوا أَعْظَمَ الْكَبَائِرِ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ فِيهَا عِلْمٌ يَنْتَهُونَ إِلَيْهِ، فَأَرْسَلُوا إِلَى عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو يَسْأَلُونَهُ عَنْ ذَلِكَ. فَأَخْبَرَهُمْ: أَنَّ أَعْظَمَ الْكَبَائِرِ، شُرْبُ الْخَمْرِ، وَأَخْبَرَ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ مَلِكًا مِنْ مُلُوكِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَخَذَ رَجُلًا، فَخَيَّرَهُ بَيْنَ أَنْ يَشْرَبَ الْخَمْرَ، أَوْ يَقْتُلَ نَفْسًا، أَوْ يَزْنِيَ، أَوْ يَأْكُلَ لَحْمَ خِنْزِيرٍ، أَوْ يَقْتُلُوهُ إِنْ أَبَى، فَاخْتَارَ أَنْ يَشْرَبَ الْخَمْرَ، وَأَنَّهُ لَمَّا شَرِبَهَا، لَمْ يَمْتَنِعْ مِنْ شَيْءٍ أَرَادُوهُ مِنْهُ». وَأَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَنَا مُجِيبًا: مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْرَبُهَا فَيَقْبَلَ الله لَهُ صَلَاتَهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَلَا يَمُوتُ وَفِي مَثَانَتِهِ مِنْهَا شَيْءٌ، إِلَّا حُرِّمَتْ عَلَيْهِ بِهَا الْجَنَّةُ، فَإِنْ مَاتَ فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً.
عِبَادَ الله: وَمِنْ أَنْوَاعِ الْـمُخَدِّرَاتِ، وَالْـمُفَتِّرَاتِ، الدُّخَانُ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِهِ، وَاسْتِعْمَالَاتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ مَضْغًا بِالْفَمِ، أَوْ تَدْخِينًا عَنْ طَرِيقِ السِّيجَارَةِ، أَوِ الشِّيشَةِ، وَالْغُلْيُونِ، أَوِ اسْتِنْشَاقِهِ مَسْحُوقًا، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، وَقَدْ ذَهَبَ إِلَى تَحْرِيمِهِ جَمْعٌ مِنْ أَكَابِرِ الْعُلَمَاءِ وَجَهَابِذَةِ الْفُقَهَاءِ، وَجَمِيعُ الْأَطِبَّاءِ الْـمُعْتَبَرِينَ. وَقَدْ أَوْرَدَ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مُفْتِي الْـمَمْلَكَةِ سَابِقًا، نُقُولًا كَثِيرَةً عَنْ أَهْلِ الْـمَذَاهِبِ الْأَرْبَعَةِ، وَغَيْرِهِمْ تَدُلُّ عَلَى خُبْثِهِ، وَنَتَنِهِ، وَإِسْكَارِهِ أَحْيَانًا، وَتَفْتِيرِهِ، وَذَلِكَ فِي فَتْوَى فِي حُكْمِ شَارِبِ الدُّخَانِ. وَالدُّخَانُ حَرَامٌ مِنْ أَوْجُهٍ.

أَحَدُهَا: كَوْنُهُ مُضِرًّا بِالصِّحَّةِ، بِأَخْبَارِ الْأَطِبَّاءِ الْـمُعْتَبَرِينَ، وَكُلُّ مَا كَانَ كَذَلِكَ يَحْرُمُ اسْتِعْمَالُهُ اتِّفَاقًا.
الثَّانِي: كَوْنُهُ مِنَ الْـمُخَدِّرَاتِ الْـمُتَّفَقِ عَلَيْهَا عِنْدَهُمُ الْـمَنْهِيِّ عَنِ اسْتِعْمَالِهَا شَرْعًا لِحَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ السَّابِقِ.
الثَّالِثُ: كَوْنُ رَائِحَتِهِ الْكَرِيهَةِ تُؤْذِي النَّاسَ، الَّذِينَ لَا يَسْتَعْمِلُونَهُ، وَعَلَى وَجْهِ الْخُصُوصِ فِي مَجَامِعِ الصَّلَاةِ، وَنَحْوِهَا، بَلْ، وَتُؤْذِي الْـمَلَائِكَةَ الْـمُكَرَّمِينَ، فَكَمَا يَحْرُمُ شُرْبُ الدُّخَانِ، يَحْرُمُ بَيْعُهُ، وَالِاتِّجَارُ بِهِ، وَاسْتِيرَادُهُ سُحْتٌ، مَقْتٌ، فَالَّذِي يَبِيعُهُ قَدِ ارْتَكَبَ جَرِيمَتَيْنِ.
الْأُولَى: أَنَّهُ عَمِلَ عَلَى تَرْوِيجِهِ بَيْنَ الْـمُسْلِمِينَ فَجَلَبَ إِلَيْهِمُ الْفَسَادَ، وَالْجَرِيمَةَ.
الثَّانِيَةُ: أَنَّ بَائِعَ الدُّخَانِ يَأْكُلُ مِنْ ثَمَنِهِ مَالًا حَرَامًا، وَيَجْمَعُ ثَرْوَةً مُحَرَّمَةً.
عِبَادَ الله: وَإِذَا ثَبَتَ تَنَاوُلُ الْـمُسْكِرِ خَمْرًا أَوْ غَيْرَهُ، فَلَا بُدَّ أَنْ يُحَدَّ فَاعِلُ ذَلِكَ، فَقَدْ أَجْمَعَ الصَّحَابَةُ وَمَنْ بَعْدَهُمْ عَلَى جَلْدِ شَارِبِ الْخَمْرِ، وَفِي عَهْدِ عُمَرَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- اسْتَشَارَ أَصْحَابُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: فِي حَدِّ شَارِبِ الْخَمْرِ، فَأَفْتَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- بِأَنْ يُحَدَّ ثَمَانِينَ جَلْدَةً، وَوَافَقَ أَصْحَابُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى هَذَا.
عِبَادَ الله: شَارِبُ الْخَمْرِ، وَالْـمُخَدِّرَاتِ مُفْسِدٌ لِدِينِهِ، وَصِحَّتِهِ، وَجَانٍ عَلَى نَفْسِهِ، وَأَقَارِبِهِ، وَأَهْلِهِ، وَمُفَرِّطٌ فِي مَالِهِ، وَعَابِثٌ بِكَرَامَتِهِ، وَفَضْلِهِ، وَصَائِلٌ عَلَى الْأَخْلَاقِ. فَفِي الْحَدِيثِ: « يَبِيتُ قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى طُعْمٍ، وَشُرْبٍ، وَلَهْوٍ، وَلَعِبٍ، فَيُصْبِحُوا قَدْ مُسِخُوا قِرَدَةً، وَخَنَازِيرَ»، فَيَا مَنْ يَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ تُبْ إِلَى الله تَعَالَى قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِكَ الْـمَوْتُ، مُتَشَبِّهًا بِالْحَيَوَانَاتِ، وَيَا مُتَخَلِّقًا بِأَخْلَاقِ الْـمَجَانِينِ، تُبْ إِلَى الله تَعَالَى الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ، وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ. فَقَدْ رَوَى أَحْمَدُ رَحِمَهُ الله عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: « مُدْمِنُ الْخَمْرِ إِنْ مَاتَ لَقِيَ اللَّهَ كَعَابِدِ وَثَنٍ »، وَعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْهُ: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: « مَا أُبَالِي شَرِبْتُ الْخَمْرَ، أَوْ عَبَدْتُ هَذِهِ السَّارِيَةَ دُونَ الله » [رَوَاهُ النَّسَائِيُّ].
عِبَادَ الله... ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ فَأَكْثِرُوا عَلَيْهِ مِنَ الصَّلَاةِ يُعْظِمْ لَكُمْ رَبُّكُمْ بِهَا أَجْرًا. فَقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا»... إلخ بَقِيَّةُ ص (619).
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ، وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صَاحِبِ الْوَجْهِ الْأَنْوَرِ وَالْجَبِينِ الْأَزْهَرِ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِمَنِّكَ وَكَرَمِكَ وَإِحْسَانِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْـمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْـمُشْرِكِينَ، وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْـمُوَحِّدِينَ، وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلَادِ الْـمُسْلِمِينَ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ وَهُدًى، اللَّهُمَّ وَأَصْلِحْ قُلُوبَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ. اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ، اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ... إلخ. بَقِيَّةُ ص (619).

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 3113


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google
  • أضف محتوى في Facebook


الشيخ/ عبدالله القرعاوي
تقييم
1.63/10 (10 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.